الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
واما من هذا الشاهد؟ فقد اختلف فيه المفسرون فقال بعضهم كان رجلا حكيما اشار للعزيز بما اشار كما عن الحسن وقتادة وعكرمة وقيل كان رجلا وهو ابن عم المرأة وكان جالسا مع زوجها لدى الباب وقيل لم يكن من الانس ولا الجن بل خلقا من خلق الله كما عن مجاهد ورد بمنافاته الصريحة لقوله تعالى: {من اهلها}.ومن طرق اهل البيت عليه السلام وبعض طرق اهل السنة انه كان صبيا في المهد من اهلها وسيجئ في البحث الروائي التالى ان شاء الله تعالى.والذى ينبغى ان ينظر فيه ان الذي اتى به هذا الشاهد بيان عقلي ودليل فكرى يؤدى إلى نتيجة هي القاضية لاحد هذين المتداعيين على الاخر ومثل هذا لا يسمى شهادة عرفا فانها هي البيان المتعمد على الحس أو ما في حكمه وبالجملة القول الذي لا يعتمد على التفكير والتعقل كما في قوله: {شهد عليهم سمعهم وابصارهم وجلودهم} حم السجدة: 20 وقوله: {قالوا نشهد إنك لرسول الله} المنافقون: 1 فان الحكم بصدق الرسالة وان كان في نفسه مستندا إلى التفكر والتعقل لكن المراد بالشهادة تأدية ما عنده من الحق المعلوم قطعا من غير ملاحظة كونه عن تفكر وتعقل كما في موارد يعبر عنه فيها بالقول ونحوه.فليس من البعيد ان يكون في التعبير عن قول هذا القائل بمثل وشهد شاهد اشارة إلى كون ذلك كلاما صدر عنه من غير ترو وفكر فيكون شهادة لعدم اعتماده على تفكر وتعقل لا قولا يعبر به عرفا عن البيان الذي يبتنى على ترو وتفكر وبهذا يتايد ما ورد من الرواية انه كان صبيا في المهد فقد كان ذلك بنوع من الاعجاز ايد الله سبحانه به قول يوسف عليه السلام.قوله تعالى: {فلما رأى قميصه قد من دبر قال انه من كيدكن ان كيدكن عظيم} أي فلما رأى العزيز قميص يوسف والحال انه مقدود مشقوق من خلف قال ان الأمر من كيدكن معاشر النساء ان كيدكن عظيم فمرجع الضمائر معلوم من السياق.ونسبة الكيد إلى جماعة النساء مع كونه من امرأته للدلالة على انه انما صدر منها بما انها من النساء وكيدهن معهود معروف ولذا استعظمه وقال ثانيا ان كيدكن عظيم وذلك ان الرجال اوتوا من الميل والانجذاب اليهن ما ليس يخفى واوتين من اسباب الاستمالة والجلب ما في وسعهن ان ياخذن بمجامع قلوب الرجال ويسخرن ارواحهم بجلوات فتانة واطوار سحارة تسلب احلامهم وتصرفهم إلى ارادتهن من حيث لا يشعرون وهو الكيد وارادة الإنسان بالسوء ومفاد الآية ان العزيز لما شاهد ان قميصه مقدود من خلف قضى ليوسف عليه السلام على امراته.قوله تعالى: {يوسف اعرض عن هذا واستغفرى لذنبك انك كنت من الخاطئين} من مقول قول العزيز أي انه بعد ما قضى له عليها أمر يوسف ان يعرض عن الأمر وامر امرأته ان تستغفر لذنبها ومن خطيئتها فقوله يوسف: {اعرض عن هذا} يشير إلى ما وقع من الأمر ويعزم على يوسف ان يعرض عنه ويفرضه كان لم يكن فلا يحدث به ولا يذيعه ولم يرد في كلامه تعالى ما يدل على ان يوسف عليه السلام حدث به احدا وهو الظن به عليه السلام كما نرى انه لم يظهر حديث المراودة للعزيز حتى اتهمته بسوء القصد فذكر الحق عند ذلك لكن كيف يخفى حديث استمر عهدا ليس بالقصير وقد استولى عليها الوله وسلب منها الغرام كل حلم وحزم ولم تكن المراودة مرة أو مرتين والدليل على ذلك ما سيأتي من قول النسوة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا.وقوله واستغفرى لذنبك انك كنت من الخاطئين يقرر لها الذنب ويأمرها ان تستغفر ربها لذلك الذنب لانها كانت بذلك من اهل الخطيئة ولذلك قيل من الخاطئين ولم يقل من الخاطئات.وهذا كله من كلام العزيز على ما يعطيه السياق لا من كلام الشاهد لأنه قضاء وحكم والقضاء العزيز لا للشاهد.ومن الخطأ قول بعضهم ان معنى واستغفرى لذنبك سلى زوجك ان لا يعاقبك على ذنبك انتهى بناء على ان الجملة من كلام الشاهد لا من كلام العزيز وكذا قول آخر معناه استغفري الله من ذنبك وتوبى إليه فان الذنب كان منك لا من يوسف فانهم كانوا يعبدون الله تعالى مع عبادة الأصنام انتهى.وذلك ان الوثنيين يقرون بالله سبحانه في خالقيته لكنهم لا يعبدون الا الالهة والارباب من دون الله سبحانه وقد تقدم الكلام في ذلك في الجزء السابق من الكتاب على ان الآية لا تشتمل إلا على قوله واستغفرى من دون ان يذكر المتعلق وهو ربها المعبود لها في مذهبها.وربما قيل ان الآية تدل على ان العزيز كان فاقدا للغيرة والحق ان الذي تدل عليه انه كان شديد الحب لامراته ان قوله تعالى: {وقال نسوة في المدينة امراة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا انا لنراها في ضلال مبين} قصة نسوة مصر مع يوسف في بيت العزيز تتضمنها الآية إلى تمام ست آيات.والذى يعطيه التدبر فيها بما ينضم إليها من قرائن الأحوال وما يستوجبه طبع القصة انه لما كان من أمر يوسف والعزيزة ما كان شاع الخبر في المدينة تدريجا وصارت النساء وهن سيدات المدينة يتحدثن به في مجامعهن ومحافلهن فيما بينهن ويعيرن بذلك عزيزة مصر ويعبنها انها تولهت إلى فتاها وافتتنت به وقد احاط بها حبا فظلت تراوده عن نفسه وضلت به ضلالا مبينا.وكان ذلك مكرا منهن بها على ما في طبع اكثر النساء من الحسد والعجب فان المرأة تغلبه العواطف الرقيقة والاحساسات اللطيفة وركوز لطف الخلقة جمال الطبيعة فيها مشعوفة القلب بالزينة والجمال متعلقة الفؤاد برسوم الدلال ويورث ذلك فيها وخاصة في الفتيات اعجابا بالنفس وحسدا للغير.وبالجملة كان تحديثهن بحديث الحب والمراودة مكرا منهن بالعزيزة وفيه بعض السلوة لنفوسهن والشفاء لغليل صدورهن ولما يرين يوسف ولا شاهدن منه ما شاهدته العزيزة فولها وهتك سترها وانما كن يتخيلن شيئا ويقاسن قياسا واين الرواية من الدراية والبيان من العيان.وشاع التحديث به في المسامرات حق بلغ الخبر امرأة العزيز تلك التي لا هم لها إلا أن تفوز في طلب يوسف وبلوغ ما تريد منه ولا تعبؤ في حبه بشئ من الملك والعزة الا لأن تتوصل به إلى حبه لها وميله إليها وانجاحه لطلبتها فاستيقظت من رقدتها وعلمت بمكرهن بها فأرسلت اليهن للحضور لديها وانهن سيدات ونساء اشراف المدينة واركان البلاد ممن له رابطة المعاشرة مع بيت العزيز أو لياقة الحضور فيه.فتهيأن للحضور وتبرزن باحسن الجمال واوقع الزينة على ما هو الدأب في امثال هذه الاحتفالات من امثال هؤلاء السيدات وكل تتمنى ان ترى يوسف وتشاهد ما عنده من الحسن الذي اوقع على العزيزة ما اوقع وفضحها.والعزيزة لا هم لها يومئذ إلا أن تريهن يوسف حتى يعذرنه ويشتغلن عنها بانفسهن فتتخلص من لسانهن فتأمن مكرهن وهى لا تعبؤ بافتتانهن بيوسف ولا تخاف عليه منهن لانها على ما تزعم مولاته وصاحبته ومالكة امره وهو فتاها المخصوص بها وهى تعلم ان يوسف ليس بالذى يرغب فيهن أو يصبو اليهن وهو لا ينقاد لها فيما تريده منه بما عنده من الاستعصام والاعتزاز عن هذه الاهواء والاميال.ثم لما حضرن عند العزيزة واخذن مقاعدهن ووقع الانس وجرت المحادثة والمفاوضة واخذن في التفكه آتت كل واحدة منهن سكينا وقد هيئت لهن وقدمت اليهن الفاكهة عند ذلك امرت يوسف ان يخرج اليهن وقد كان مستورا عنهن.فلما طلع يوسف عليهن ووقعت عليه اعينهن طارت عقولهن وطاحت احلامهن ولم يدرين دون ان قطعن ايديهن مكان الفاكهة التي فيها لما دخل عليهن من البهت والذهول وهذه خاصة الوله والفزع فان نفس الإنسان إذا انجذبت إلى شيء مما تفرط في حبه أو تخافه وتهوله اضطربت وبهتت ففاجأها الموت أو سلبت الشعور اللازم في تدبير القوى والاعضاء وتنظيم الأمر فربما اقدم مسرعا إلى الخطر الذي ادهشه لقاؤه وربما نسى الفرار فبقي كالجماد الذي لا حراك به وربما يفعل غير ما هو قاصده وفاعله اختباطا ونظائرها في جانب الحب كثيرة وحكايات المغرمين والمتولهين من العشاق مشهورة.وكان هذا هو الفرق بين العزيزة وبينهن فان استغراقها في حب يوسف انما حصل لها تدريجا واما نساء المدينة فانهن فوجئن به دفعة فغشيت قلوبهن غاشية الجمال وغادرهن الحب ففضحهن واطار عقلهن واضل رأيهن فنسين الفاكهة وقطعن ايديهن وتركن كل تجلد واصطبار وابدين ما في انفسهن من وله الحب وقلن: {حاش لله ما هذا بشرا ان هذا الا ملك كريم}.هذا وهن في بيت العزيز وهو بيت يجب فيه التحفظ على كل ادب ووقار وكان يجب ان يتقينها ويحتشمن موقعها وهن شريفات ذوات جمال وذوات بعولة وذوات خدر وستر وهذه كلها جهات مانعة عن الخلاعة والتهتك وهن لم ينسين ما كن بالامس يتحدثن به ويلمن ويذممن امرأة العزيز في حبها ليوسف وهما في بيت واحد منذ سنين.فكان من الواجب على كل منهن ان تتقى صواحبها فلا تتهتك وهن يعلمن ما انجر إليه أمر امرأة العزيز من سوء الذكر وفضاحة الشهرة هذا كله ويوسف واقف امامهن يسمع قولهن ويشاهد صنعهن.لكن الذي شاهدنه على المفاجأة من حسن يوسف نسخ ما قدرنه من قبل في انفسهن وبدل مجلس الأدب والاحتشام حفلة عيش لا يكتم محتفلوها من انفسهم ضميرا ولا يبالى حضارها ما قيل أو يقال فيهم ولم يلبثن دون ان قلن حاش لله ما هذا بشرا ان هذا الا ملك كريم وقد قلن غير بعيد {امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا انا لنراها في ضلال مبين}.وكلامهن هذا بعد قولهن ذاك اعذار منهن فمفاده ان الذي كنا نقوله قبل انما هو حق لو كان هذا بشرا وليس به وانما يذم الإنسان ويعاب لو ابتلى بهوى بشر ومراودته وكان في وسعه ان يكتفى عنه بما يكافئه ويغنى عنه واما الجمال الذي لا يعادله جمال ويسلب كل حزم واختيار فلا لوم على هواه ولا ذم في غرامه.ولهذا انقلب المجلس دفعة وانقطعت قيود الاحتشام فانبسطن وتظاهرن بالقول في حسن يوسف وكل تتكلم بما في ضميرها منه وقالت امرأة العزيز: {فذلكن الذي لمتننى فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم} فأبدت سرا ما كانت تعترف به قبل ثم هددت يوسف تجلدا وحفظا لمقامها عندهن وطمعا في مطاوعته وانقياده: {ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين}.واما يوسف فلم يأخذه شيء من تلك الوجوه الحسان بالحاظها الفتانة ولا التفت إلى شيء من لطيف كلامهن ونعيم مراودتهن أو هائل تهديدها فقد كان وجهة نفسه جمال فوق كل جمال وجلال يذل عنده كل عزة وجلال فلم يكلمهن بشئ ولم يلتفت إلى ما كانت امرأة العزيز تسمعه من القول وانما رجع إلى ربه {فقال رب السجن احب إلى مما يدعونني إليه والا تصرف عنى كيدهن اصب اليهن واكن من الجاهلين}. وكلامه هذا إذا قيس إلى ما قاله لامرأة العزيز وحدها في مجلس المراودة {معاذ الله انه ربى احسن مثواى انه لا يفلح الظالمون} دل بسياقه على ان هذا المقام كان اشق وامر على يوسف عليه السلام إذ كان بالامس يقاوم هم امرأة العزيز ويعالج كيدها وحدها وقد توجهت إليه اليوم همهن ومكايدهن جميعا وكان ما بالامس واقعة في خلوة على تستر منها وهى وهن اليوم متجاهرات في حبه متظاهرات في اغوائه ملجآت على مراودته وجميع الأسباب والمقتضيات اليوم قاضية لهن عليه اشد مما كانت عليه بالامس.ولذا تضرع إلى ربه سبحانه في دفع كيدهن هاهنا واكتفى بالاستعاذة إليه سبحانه هناك {فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن انه هو السميع العليم}.ولنرجع إلى البحث عن الآيات.فقوله تعالى: {وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها} الخ النسوة اسم جمع للمرأة وتقييد بقوله في المدينة تفيد انهن كن من جهة العدد أو الشأن بحال تؤثر قولهن في شيوع الفضيحة.وامرأة العزيز هي التي كان يوسف في بيتها وقد راودته عن نفسه والعزيز معناه معروف وقد كان يلقب به السيد الذي اشترى يوسف من السيارة وكان يلقب به الرؤساء بمصر كما لقب به يوسف بعد ما جعل على خزائن الأرض.وفى قوله تراود دلالة على الاستمرار وهو افحش المراودة والفتى الغلام الشاب والمرأة فتاة وقد شاع تسمية العبد فتى وكأنه بهذه العناية اضيف إلى ضميرها فقيل فتاها.وفى المفردات شغفها حبا أي اصاب شغاف قلبها أي باطنه عن الحسن وقيل وسطه عن أبى علي وهما يتقاربان انتهى وشغاف القلب غلافه المحيط به.والمعنى وقال عدة من نساء المدينة لا يخلو قولهن من اثر فيها وفي حقها امرأة تستمر في مراودة عبدها عن نفسه ولا يحرى بها ذلك لانها مرأة ومن القحة ان تراود المرأة الرجل بل ذاك ان كان من طبع الرجال وانها امرأة العزيز فهى عزيزة مصر فمن الواجب الذي لا معدل عنه ان تراعى شرف بيتها وعزة زوجها ومكانة نفسها وان الذي علقت به عبدها ومن الشنيع ان يتوله مثلها وهى عزيزة مصر بعبد عبرانى من جملة عبيده وانها احبته وتعدت ذلك إلى مراودته فامتنع من اجابتها فلم تنته حتى الحت واستمرت على مراودته وذلك اقبح واشنع وامعن في الضلال.ولذلك عقبن قولهن امرأة العزيز تراود الخ بقولهن: {انا لنراها في ضلال مبين}.قوله تعالى: {فلما سمعت بمكرهن ارسلت اليهن واعتدت لهن متكأ وآتت كل واحدة منهن سكينا} قال في المجمع المكر هو الفتل بالحيلة على ما يراد من الطلبة انتهى وتسمية هذا القول منهن مكرا بامرأة العزيز لما فيه من فضاحتها وهتك سترها من ن احية رقيباتها حسدا وبغيا وانما ارسلت اليهن لتريهن يوسف وتبتليهن بما ابتليت به نفسها فيكففن عن لومها ويعذرنها في حبه.وعلى هذا انما سمى قولهن مكرا ونسب السمع إليه لأنه صدر منهن حسدا وبغيا لغاية فضاحتها بين الناس.وقيل انما كان قولهن مكرا لانهن جعلنه ذريعة إلى لقاء يوسف لما سمعن من حسنه البديع فانما قلن هذا القول لتسمعه امرأة العزيز فترسل اليهن ليحضرن عندها فتريهن اياه ليعذرنها فيما عزلنها له فيتخذن ذلك سبيلا إلى ان يراودنه عن نفسه هذا والوجه الأول اقرب إلى سياق الآيات.وقوله ارسلت اليهن معناه معلوم وهو كناية عن الدعوة إلى الحضور عندها وقوله واعتدت لهن متكا وآتت كل واحدة منهن سكينا الاعتاد الاعداد والتهيئة أي اعدت وهيأت والمتكأ بضم الميم وتشديد التاء اسم المفعول من الاتكاء والمراد به ما يتكؤ عليه من نمرق أو كرسى كما كان معمولا في بيوت العظماء وفسر المتكأ بالاترج وهو نوع من الفاكهة كما قرئ في الشواذ {متكأ} بالضم فالسكون وهو الاترج وقرئ {متكا} بضم الميم وتشديد التاء من غير همز.وقوله: {وآتت كل واحدة منهن سكينا} أي لقطع ما يرون اكله من الفاكهة كالاترج أو ما يشابهه من الفواكه المأكولة بالقطع وقوله: {وقالت اخرج عليهن} أي امرت يوسف ان يخرج عليهن وهن خاليات الاذهان فارغات القلوب مشتغلات بأخذ الفاكهة وقطعها وفى اللفظ دلالة على انه عليه السلام كان غائبا عنهن وكان في مخدع هناك أو بيت آخر في داخل بيت المأدبة الذي كن فيه فانها قالت اخرج عليهن ولو كان في خارج من البيت لقالت ادخل عليهن.وفى السياق دلالة على ان هذا التدبير كان مكرا منها تجاه مكرهن ليفتضحن به فيعذرنها فيما عذلنها وقد اصابت في رأيها حيث نظمت برنامج الملاقاة فأعتدت لهن متكا وآتت كل واحدة منهن سكينا واخفت يوسف عن اعينهن ثم فاجأتهن باظهاره دفعة لهن ليغبن عن عقولهن ويندهشن بذاك الجمال البديع ويأتين بما لا ياتي به ذو شعور البتة وهو تقطيع الايدى مكان الفواكه لا من الواحدة والثنتين منهن بل من الجميع.
|